عطيات عاوزة تبقى إيه؟ “. كانت هذه الجملة التي كتبها والد عطيات سيد أبوزيد يوما ما وقام بتعليقها على حائط حجرتها في إحدى قرى مركز العياط بمحافظة الجيزة، حافزا للطفلة الصغيرة آنذاك لتتجاوز التنمر الذي تعرضت له بسبب قصر قامتها ومعاناتها من إعاقات متعددة.
كانت الطفلة عطيات تكتب كل يوما أمام تلك الجملة حلم مختلف تارة تريد أن تصبح طبيبة تخفف الآلام التي تعانيها عن الأطفال، وتارة تكتب مدرسة لتعمل على دمج الأطفال ذوي القدرات الخاصة في المجتمع، لكن قادتها الأحلام إلى دراسة القانون في كلية الحقوق بجامعة القاهرة.

لم يكن الطريق مفروشَا بالورود أمام الشابة الصغيرة التي تضاعفت معانتها أمام مجتمع وقتها لم يكن ليتسع لذوي القدرات الخاصة فأصرت على استكمال دراستها رغم معانتها النفسية والصحية وحصلت على ليسانس الحقوق بتفوق، ثم ماجستير في القانون العام والعلوم الإدارية من جامعة القاهرة عام 2003 كما تستعد لمناقشة الدكتوراه فى القانون الجنائى الدولى.
لم تتوقف عطيات بل حرصت على إثبات ذاتها أكثر فى سوق العمل بصورة المختلفة حتى وصلت إلى العمل بوظيفة باحث قانونى أول بقطاع العلاقات الدولية في وزارة العمل.

ونظرًا لإيمانها الشديد بقضايا الأشخاص ذوى الإعاقة وكفائتها بشهادة رؤسائها تم تكليفها من وزير العمل تولى أصبحت مسؤولة مبادرة “مصر بكم أجمل” لتدريب وتأهيل وتشغيل ذوي الإعاقة على مستوى الجمهورية، تلك المبادرة التي تم تنفيذها على مستوى 12 محافظة من خلال 23 برنامج تدريبي يستهدف الشباب والفتيات ذوي القدرات الخاصة.

نجحت المبادرة في تدريب وتشغيل 1350 مستفيد حصلوا على وظائف واتجه منهم نحو 250 شابة وشابة لمجال ريادة الأعمال وتوالت نجاحاتها بتمثيل وزارة العمل فى عدة لجان وزارية تعمل على تفعيل كافة الخدمات الموجهة لذوى الإعاقة وقد تم اختيارها أيضًا للحصول على برنامج المرأة تقود فى المحافظات، والمقدم من الأكاديمية الوطنية للتدريب برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى.

“ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم” هذه الآية القرآنية الكريمة تضعها عطيات نصب عينيها في كل مرة تتعرض للتنمر أو تتزايد عليها ألام المرض، فتبعث بداخلها الأمل من جديد وتعاود أحلامها للغير تداعب مخيلتها، فتحلم بأن يكون من ذوي القدرات الخاصة قادة يقودون الوطن بل العالم.

وتدعوا المجتمع إلى التكاتف للبحث عن مواهب المرأة صاحبة القدرات الخاصة، وتقديم الدعم الكامل للفئات الأكثر احتياجًا ومازالت عطيات تردد “ليس للأحلام تاريخ صالحية ولا تسقط بالتقادم ،وما ولدت إلا لتحقق”.